إذاً ما هي المشكلة؟ ما هي مشكلة إبليس؟ كيف لم يستفد؟ كيف لم يزك؟ كيف لم ينتفع بذلك الجو العبادي، بذلك الزمن الطويل من العبادة، بذلك الجو الروحاني والإيماني الذي كان يعيش فيه لزمن طويل جدًّا؟ مشكلة إبليس كانت هي الكبر، هي أنه بالزمن الطويل الذي عبد الله فيه، وذكر الله فيه، وعاش فيه في جو العبادة، بذلك المقام الرفيع بين أوساط الملائكة لم تزك نفسه، الذي كان يعظم فيه لم يكن الله من خلال عبادته لله، نفسه كانت هي التي تعظم، كان يشعر بأنه يكبر ويكبر، كان يكبر في نفسه.
الاتجاه الصحيح إلى الله -سُبْحَـانَهُ وَتَعَالَى- في العبادة والطاعة والقربة بشكلٍ سليم، بشكلٍ صحيح، بتوجهٍ صحيح، أنه كلما زاد قربك من الله، كلما استقمت أكثر، كلما عبدت الله أكثر، كلما مضى بك الزمن وأنت في الاتجاه السليم من العبادة والقربة إلى الله، أن يعظم الله في نفسك، أن تزداد شعوراً بالخشوع لله، بالخضوع لله، بالتضاؤل أمام الله –سُبْحَـانَهُ وَتَعَالَى– أن تصغر دائماً عند نفسك، وأن يعظم الله –سُبْحَـانَهُ وَتَعَالَى– في نفسك،
اقراء المزيد